بورصة وول ستريت تتحرك بحذر وسط مفاوضات تجارية جديدة بين واشنطن وبكين


الاثنين 09 يونية 2025 | 05:32 مساءً
بورصة  وول ستريت
بورصة وول ستريت
حسين أنسي

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تباينًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الإثنين، 9 يونيو، مع حالة ترقب واسعة بين المستثمرين لانطلاق جولة جديدة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تُعقد في العاصمة البريطانية لندن. 

ورغم التحركات المحدودة، فإن أنظار السوق تظل موجهة إلى نتائج هذه المفاوضات التي قد تُحدد مسار العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم خلال الفترة المقبلة.

وفي تفاصيل جلسة التداول، تراجع مؤشر Dow Jones الصناعي بنحو 132 نقطة، أي ما يعادل 0.3%، بينما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة طفيفة بلغت 0.04%. في المقابل، تمكن مؤشر Nasdaq المركب من تحقيق مكاسب طفيفة بلغت 0.2%، مدفوعًا بمكاسب أسهم قطاع التكنولوجيا.

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع شهدت فيه المؤشرات الأمريكية الثلاثة أداءً إيجابيًا، حيث سجلت مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.

وكان مؤشر S&P 500 قد أغلق تعاملات الجمعة الماضية فوق مستوى 6000 نقطة لأول مرة منذ فبراير، ليقترب من أعلى مستوى إغلاق له على الإطلاق بفارق أقل من 3%.

المفاوضات التجارية الجارية في لندن تأتي في أعقاب اتصال هاتفي مطوّل جرى الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، ناقشا خلاله سبل تجنب تصعيد التوترات التجارية التي تهدد باندلاع حرب تجارية شاملة. 

وفي الشهر الماضي، كانت الدولتان قد اتفقتا على خفض الرسوم الجمركية بشكل مؤقت، تمهيدًا لاستئناف المفاوضات.

وفي هذا السياق، أشار كريس فيروني، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة Strategas، إلى أن ارتفاع الأسهم الأمريكية يعكس تراجع المخاوف لدى المستثمرين بشأن تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي.

وقال في تصريحات لقناة CNBC: “رغم البيانات المالية غير المطمئنة، إلا أن السوق ما زال يحتفظ بنبرة إيجابية، الأداء القوي للأسهم الدورية مقارنة بالأسهم الدفاعية يعكس ثقة السوق في متانة الاقتصاد”.

ومن المتوقع أن يكون الأسبوع الجاري حافلًا بالأحداث الاقتصادية التي قد تؤثر بشكل مباشر على معنويات السوق، أبرزها انطلاق مؤتمر آبل العالمي للمطورين لعام 2025، وهو حدث رئيسي لعملاق التكنولوجيا، الذي شهد سهمه تراجعًا حادًا بأكثر من 18% منذ بداية العام.

كما يترقب المستثمرون صدور بيانات تضخم مهمة في الولايات المتحدة، والتي تبدأ الأربعاء بنشر مؤشر أسعار المستهلك، يليه يوم الجمعة مؤشر أسعار المنتجين. هذه البيانات تُعد بالغة الأهمية لتقييم مدى تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار، كما يمكن أن تؤثر على توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

إلى جانب ذلك، ستصدر جامعة ميشيغان يوم الجمعة تحديثًا لمؤشر ثقة المستهلك الأميركي، متضمناً بيانات متعلقة بتوقعات التضخم، ما قد يساهم في توجيه أنظار المستثمرين خلال الفترة المقبلة.

وفي ظل استمرار حالة الترقب، يواصل المستثمرون مراقبة المؤشرات بعناية، بحثًا عن إشارات واضحة تحدد اتجاهات السوق، في ظل خليط من العوامل السياسية والاقتصادية التي تتداخل لتشكل المشهد المالي الحالي.